تفسير سورة الكافرون وسورة النصر وسورة المسد، القرآن كلام الله وفضله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه، وقراءته أفضل ما تحرك به اللسان.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " خيركم من تعلم القرآن وعلمه " البخارى.
تفسيرسورة الكافرون
تفسير سورة الكافرون رقم (109) واياتها6.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (4) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6).
1- (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ).
سبب ننزول هذه السورة: أن الكفر سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعبد آلهتم سنة، ويعبدوا إلهه سنة، فأمره الله أن يقول لهم.
2- ( لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ).
أى: لا أفعل ما تطلبون منى عبادة ما تعبدون من الأصنام، أى: لا أعبد آلهتكم.
3- (وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ).
أى: ولا أنتم ما دمتم على شرككم وكفركم عابدين لله الذى أعبده.
4- ( وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ).
فى مستقبل أيامى وما يأتى من عمرى، فلن أعبد شيئا من آلهتكم التى تعبدونها.
5- (وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ).
أى: لن تعبدوا الله فى مستقبل أيامكم ما دمتم على كفركم وعبادتكم للأصنام، فإن عبادة الكافر بالله والمشرك به مرفوضة لا يعتد بها.
وقيل: فى الآيات تكرار للتأكيد، لقطع أطماع الكفارعن أن يجيبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ما سألوه عن عبادته آلهتهم.
6- ( لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ).
إن رضيتم بدينكم فقد رضيت بدينى، وإن دينكم الذى هو الإشراك، لكم لا يتجاوزكم إلى، ودينى الذى هو التوحيد مقصور على لا يتجاوزنى إلى الحصول لكم.
تفسير سورة النصر
تسمى: سورة التوديع.
سوره النصر رقم (110)واياتها3.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3).
وتسمى: سورة التوديع، عن ابن عباس قال: لما نزلت (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نُعيت إلى نفسى.
وقال ابن عباس فى هذه السورة: أجل رسول الله نعي إليه.
1- (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ).
أى: إذا جاءك يامحمد نصر الله على من عاداك، وهم قريش، وفتح عليك مكة.
والنصر: هو التأييد الذى يكون به قهر الأعداء وغلبهم والاستعلاء عليهم.
والفتح: هو فتح مساكن الأعداء ودخول منازلهم ،وفتح قلوبهم لقبول الحق.
2- ( وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا).
أى: جماعات فوجاً بعد فوج، فإنه لما فتح رسول الله صلى الله علية وسلم مكة قال العرب: أما إذا ظفر محمد بأهل الحرم، وقد أجارهم الله من أصحاب الفيل فإنه على الحق. وليس لكم عليه قدرة، فكانوا يدخلون فى الإسلام جماعات، بعد أن كانوا يدخلون فرادى، فصارت القبيلة تدخل بأسرها فى الإسلام.
3- ( فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ).
فيه الجمع بين تسبيح الله المؤذن بالتعجب مما يسره الله له مما لم يكن يخطر بباله ولا بال أحد من الناس. وبين الحمد له على جميل صنعه له وعظيم منته عليه بالنصر والفتح لأم القرى ودخول الناس فى الإسلام أواجاً.
(وَاسْتَغْفِرْهُ).
أى: اطلب منه المغفرة لذنبك تواضعا لله، واستقصارا لعملك.
(إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا).
أى: من شأنه التوبة للمستغفرين له، يتوب عليهم ويرحمهم بقبول توبتهم.
أخرج البخارى وغيره عن ابن عباس، قال فى هذه السورة: هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه الله له. قال: (إذا جاء نصر الله والفتح) فذلك علامة أجله (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا).
مواضيع ذات صلة.
- فضل القرآن الكريم.
- تفسير سورة الفاتحة.
- تفسير سورة الأخلاص والفلق والناس.
- سورة العصر والهمزة والفيل.
- تفسير سورة الأحقاف آية 15.
تفسير سورة المسد
سورة المسد رقم (111) واياتها5.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (5).
1- (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ).
أى: هلكت يداه وخسرت وخابت (وتبً) وهلك هو، أى: قد وقع ما دعا به عليه.
وأبو لهب: عم النبي صلى الله عليه وسلم، واسمه: عبد العزى.
2- (مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ).
أى: لم يدفع عنه ما جمع من المال، ولا كسب من الأرباح والجاه، ما حل من التباب، وما نزل به من عذاب الله.
3- (سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ).
سوف يعذب فى النار الملتهبة فتحرق جلده ،وهى ذات اشتعال وتوقد، وهى نار جهنم.
4- (وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ).
تصلي امرأته ناراً ذات لهب، وهى أم جميل بنت حرب أخت أبى سفيان، كانت تحمل الغضي والشوك فتطرحه بالليل على طريق النبي صلى الله عليه وسلم.
5- (فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ).
المسد: الليف الذى تفتل منه الحبال، وقد كانت لها قلادة من جوهر. فقالت: واللات والعزى لأنفقنها فى عداوة محمد، فجزاؤها أن يجعل فى عنقها حبل يوم القيامة مكان قلادتها.
مقالات هامه يرجى الاطلاع عليها.
إرسال تعليق