U3F1ZWV6ZTQ2MjU2ODgzNjIyMTFfRnJlZTI5MTgyODQyMDU5MDI=

الأمثال في القرآن الكريم

الأمثال في القرآن الكريم

الأمثال في القرآن الكريم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد:


ففي هذا المقال نتحدث عن مثل آخر من أمثال القرآن وهو من سورة البقرة الآية مئتان وستون وواحد، وهى قوله تعالى :
(مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِاْئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (البقرة :261).

مفهوم الأمثال في القرآن الكريم


التفسير المجمل.
هذا المثل ضربه الله تعالى لبيان ما للمنفق من الأجر العظيم ي، الذى يبدأ من مضاعفته، كمثل حبة زرعت فأنبتت سبع سنابل ( في كل سنبلة مائة حبة ) فتكون الحبة الواحدة أنتجت سبعمائة حبة.
كل هذا الخير أعد للمنفق شرط أن يبتغي به وجه الله سبحانه وتعالي وأن يخلص في صدقته.



وثواب الإنفاق يتفاوت بحسب نفع الإنفاق ومصارفه، وبحسب طيب المنفق وزكاته. وعلى المنفق في سبيل الله أن يتجرد من حالات الإنفاق التي تؤذيه، وتعرضه لغضب الله ولبطلان الأجر والثواب، كالذي لا يعطى ماله إلا بالربا، أو ينفقه كارهاً أو مرائيا أو يتبع ما ينفق منا وأذى أو يقدم الرديء من ماله ويحتجز الجيد.


إن هذا المثل الرباني هو صورة حية لمشهد المزرعة الواهبة الطيبة للأرض الزكية، والمنفق ماله الطيب هو المزارع الرابح في الدنيا والآخرة (تفسير آيات الأمثال – لسمير الجميلي).


التفسير المفصل.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله فى التفسير: (الإنفاق ) معناه البذل، و ( أموال ) جمع مال، وهو كل ما يتموله الإنسان من أعيان، او منافع، الأعيان كالدراهم، والدنانير، والسيارات، والدور، وما أشبه ذلك، والمنافع كمنافع العين المستأجرة فإن المستأجر مالك للمنفعة.

وقوله تعالى: ( في سبيل الله ) سبيل:
بمعنى طريق، وسبيل  الله سبحانه وتعالى هو شرعه، لأنه  يهدى إليه، ويوصل إليه، قال تعالى: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) ( الأنعام 153) وأضيف سببين.


  • السبب الأول: أنه  هو الذى وضعه لعباده وشرعه لهم.
  • السبب الثاني: أنه موصل إليه، ويضاف (السبيل ) أحيانا إلى سالك السبيل، فيقال: سبيل المؤمنين، كما قال الله تعالى: ومن يشاقق الرسول من بعد  الى غير سبيل المؤمنين ) ( النساء 115).



ولا تناقض بينهما، لأنه يضاف إلى المؤمنين باعتبار أنهم هم الذين سلكوه، وإلى الله باعتبار أنه الذى شرعه، وأنه موصل إليه.
قوله تعالى: ( كمثل حبة أنبتت سبع سنابل فى كل سنبلة مائة حبة) قال ابن كثير (1/413): وهذا المثل أبلغ في النفوس من ذكر عدد السبعمائة، فإن هذا فيه إشارة إلى أن الأعمال الصالحة ينميها الله عز وجل لأصحابها كما ينمى الزرع لمن بذره في الأرض الطيبة، وقد وردت السنة بتضعيف الحسنة إلى سبعمائة ضعف.


قوله تعالى: (والله يضاعف لمن يشاء ). قال صديق حن خان فى فتح البيان: يحتمل أن يكون المراد يضاعف هذه المضاعفة لمن يشاء أو يضاعف هذا العدد فيزيد عليه أضعافه لمن يشاء لا لكل الناس، وهذا هو الراجح، وقد ورد في القرآن بأن الحسنة بعشر أمثالها.

قوله تعالى: والله واسع عليم ).أي ذو سعة في جميع صفاته فهو واسع العلم، والقدرة، والرحمة، والمغفرة، وغير ذلك من صفاته، فإنها صفات واسعة عظيمة عليا، و (عليم ) أي ذو علم وهو واسع فيه وعلمه شامل لكل شيء جملة وتفصيلا حاضرا ومستقبلا وماضيا.


مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة


ضرب الأمثال، وهو تشبيه المعقول بالمحسوس لأن ذلك أقرب إلى الفهم.

  • ومنها: أن القرآن على غاية ما يكون من البلاغة، والفصاحة، لأن الفصاحة هي الإفصاح بالمعنى، وبيانه: قال تعالى: ( وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العاملون ) (العنكبوت 43).
  • ومنها: فضلية الانفاق فى سبيل الله لأنه ينمو للمنفق حتى تكون الحبة سبعمائة حبة.
  • ومنها: الإشارة إلى الإخلاص لله في العمل، لقوله تعالى: (فى سبيل الله ) بأن يقصدوا بذلك وجه الله عز وجل.
  • ومنها: الإشارة إلى موافقة الشرع، لقوله تعالى: فى سبيل الله ) لأن (في ) للظرفية، والسبيل بمعنى الطريق، وطريق الله: شرع، والمعنى: أن هذا الإنفاق لا يخرج عن شريعة الله، والإنفاق الذى يكون موافقا للشرع هو ما ذكره بقوله تعالى: ( والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذالك قواما ) (الفرقان 67). ومعنى إنفاقهم في شرع الله أن يكون ذلك إخلاصا لله، واتباعا لشرعه، فمن نوى بإنفاقه غير الله فليس في سبيل الله.
  • ومنها: إثبات الملكية للإنسان لقوله تعالى ( أموالهم ) فإن الإضافة هنا تفيد الملكية.
  • ومنها: وجه الشبه في قوله تعالى: (كمثل حبة أنبتت سبع سنابل ) فإن هذه الحبة أنبتت سبع سنابل، وشبهها الله بذلك، لأن السنابل غذاء للجسم والبدن، كذلك الإنفاق في سبيل الله غذاء للقلب والروح.
  • ومنها: أن ثواب الله، وفضله أكثر من عمل العامل، لأنه لو عومل العامل بالعدل لكانت الحسنة بمثلها، لكن الله يعامله بالفضل والزيادة فتكون الحبة الواحدة سبعمائة حبة بل أزيد لقوله تعالى: ( والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم ).
  • ومنها: إثبات الصفات الفعلية التي تتعلق بمشيئة الله عز وجل لقوله تعالى: (يضاعف ) و ( المضاعفة ) فعل.
  • ومنها: إثبات مشيئة الله لقوله تعالى: (لمن يشاء )، ودليله قوله تعالى: ( وما تشآءون إلآ أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما ) (الإنسان 30).
  • ومنها: أن الله له السلطان المطلق في خلقه، ولا أحد يعترض عليه، لقوله تعالى: ( والله يضاعف لمن يشاء).
  • ومنها: إثبات هذين الإسمين من أسماء الله ( الواسع ) و ( العليم ) لقوله تعالى: (واسع عليم ) وإثبات ما تضمناه من صفة، وهما السعة والعلم.
  • ومنها: الحث والترغيب في الإنفاق في سبيل الله يؤخذ هذا من ذكر فضيلة الإنفاق في سبيل الله، فإن الله لم يذكر هذا إلا من أجل هذا الثواب فلابد أن يعمل له.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة