U3F1ZWV6ZTQ2MjU2ODgzNjIyMTFfRnJlZTI5MTgyODQyMDU5MDI=

محمد رسول السلام

محمد رسول السلام

تعرف على محمد صلى الله عليه وسلم رسول السلام.

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبة ومن تبع هداه، وبعد:

اردنا فى هذا المقال ان نقدم لأخواتنا الكرام نظرات فى سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم. سائلين الله عزوجل أن يحشرنا مع الرسول الكريم  فى جنة النعيم.


فإنه يقال فى أعراف الناس: من جهل شيئا عاداه وأيا كان وضوح هذا المثال من عدمه، لكن المتفق عليه بين سائرالعقلاء أن من جهل شيئا لم يعطه القدر والاهتمام الذى يستحقه. وكثير من الفتونين يجهلون السيرة العطرة لنبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم ولو قرأوا عنه، واطلعوا على منهجه، ودرسوا سيرته، لعرفوا أنه أعظم رجل فى التاريخ البشرى.


لكن جهلهم به أدى بهم إلى اتهامه، واتهام شريعته وأتباعه ظلما وعدوانا، ولقد قرأ عقلاؤهم عنه، وأنصفوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشهدوا أنه مبرؤ من كل ما يشين، لأنه فى الحقيقة أرسل رحمة للعالمين. لكن كما قال الله تعالى: "قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ ۖ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَٰكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ" الأنعام:33.

والأن للننظرإلى سماحة هذا الدين وعظمة هذا الصادق الأمين، فى المعاملة بالقسط والعدل، والرحمة والعفو، والمروءة والإنسانية، خاصة مع غير المسلمين.


1- عدل سيدنا محمد رسول السلام فى معاملة المشركين

سنرى الآن نماذج من النصوص الشرعية، والسيرة العملية، التى تمثل تطبيقا حيا، واستجابة لأمرالله تعالى فى العدل والقسط بين الناس، ونشر السلام والرحمة، والخير والبركة بين البشرية، ذلك لنعرف ويعرف كل الناس معنا، هل يستحق رسول الإسلام والسلام محمد عليه الصلاة والسلام، هذا الهجوم الهمجى، والعناد المتوحش البربرى، والإصرار للإنسانى، أم أنه ستحق أن يذكر بالخير والثناء فى كل صباح ومساء، كما أثنى عليه ربه، ورفع ذكره، وصلى عليه وملائكته، وأمر الناس أن يفعلوا ذلك نحوه عليه الصلاة والسلام.


قال الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) الأحزاب:56.

لقد علم الله تعالى نبيه عليه الصلاة والسلام احترام الناس، وأمره  عز وجل بالعدل والقسط بينهم، ولو كانوا أعداء، فقال سبحانه له ولأتباعه:"فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَىٰ أَنْ تَعْدِلُوا ۚ وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا" النساء:135.


أى: فلا يحملنكم الهوى والعصبية وبغض الناس لكم على ترك العدل بل الزموا العدل على أى حال كان، كما قال جل وعلا أيضا:"وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا ۘ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ "المائدة:2.


وكل هذه التوجيهات أوحاها الله تعالى إلى رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم وأمره بها، وبلغها الرسول صلى الله عليه وسلم  بدوره الى الناس، ولم يكتم منها شيئا، بل وألزم أصحابه بفعلها فالتزموا رضى الله عنهم، ومن هذا قول عبدالله بن رواحة رضى الله عنه لما بعثه النبي صلى الله عليه وسلم  ليخرص على أهل خيبر اليهود ثمارهم وزروعهم، يعنى يقدر ويقسم لهم نصيبهم من خراج الأرض التى كانوا يزرعونها للمسلمين، فأراد اليهود أن يرشوه ليرفق بهم.


فقال رضى الله عنه:"والله لقد جئتكم من عند أحب الخلق إلى، ولأنتم أبغض إلى من أعدادكم من القردة والخنازير، وما يحملنى حبى إياه وبغضى لكم على ألا أعدل فيكم ". فقالو: بهذا قامت السماوات والأرض. (مختصر ابن كثير: 1/324، وروح المعانى للألوسي 6/83).


2- حرص النبي محمد رسول السلام على هدايه الناس

ومن ذلك قول رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم لعلي رضى الله عنه:"لأن  يهدى الله بك". تحفيزا له على الحرص على إسلام الناس وليس قتلهم:

فلم يكن هدفا عند رسول الاسلام صلى اله عليه وسلم  قتال الناس وقتلهم، إنما كان أن يسلموا خير عنده من الدنيا وما فيها، ولذلك أعطى خير عنده من الدنيا وما فيها، ولذلك أعطى الراية لعلى رضى الله عنه فقال على: يارسول الله، أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ فقال صلى الله عليه وسلم:"انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ، ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه، فوالله لأن يهدى الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم ". متفق عليه.

وحمر: جمع أحمر، والنعم: الإبل.


فلم يوافق رسول الاسلام صلى الله عليه وسلم على مبادرة المشركين  بالقتال والقتل، وإنما الدعوة والتأنى عليهم لعلهم يسلمون. ومن ذلك دعوته صلى الله عليه وسلم وسلم الغلام اليهودى للإسلام وأبوه جالس:

عن أنس رضي الله عنه أن غلاما  من اليهود كان يخدم النبي كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرض فأتاه النبي  صلى الله عليه وسلم يعوده وهو بالموت  فدعاه إلى الإسلام فنظر الغلام إلى أبيه وهو عند رأسه فقال  له أبوه: أطع أبا القاسم، فأسلم ثم مات فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من عنده وهو يقول الحمد لله الذى أنقذه بى من النار.


فائدة: كان محمد رسول السلام صلى الله عليه وسلم حريصا على الوفاء بالعهود مع المشركين حتى يكون ذلك قدوة لأهل الإسلام ودعوة لغير المسلمين.


3- وفاء رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم للعهد وإن كان مع المشركين

قال صلى الله عليه وسلم: (من كان بينَه وبين قومٍ عهدٌ ، فلا يشدُّ عقدةً ولا يحلَّها، حتَّى ينقضيَ أمدُها أو ينبذَ إليهم على سواءٍ).

عند هجرة حذيفة بن اليمان وأبيه.


كان حذيفة وأبوه رضى الله عنهما متجهين إلى المدينة هجرة إلى الله ورسوله ، فمنعهما كفار قريش حتى أعطوهم العهد على ألا يقاتلوهم مع محمد رسول الله  صلى الله عليه وسلم.


عن حذيفة بن اليمان قال، ما منعنى أن أشهد بدرا إلا أنى  خرجت أنا وأبي حسيل، قال فأخذنا كفار قريش قالوا إنكم تريدون محمدا. فقلنا ما نريده ما نريد إلا المدينة فأخذوا منا عهد الله وميثاقه لننصرفن إلى المدينة ولا نقاتل معه. فأتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرناه الخبر فقال انصرفا نفي لهم بعهدهم ونستعين الله عليهم . رواه مسلم.


بئر معونة.

خرج عمرو بن أمية حتى إذا كان بالقرقرة من صدر قناة (اسم مكان ) أقبل رجلان من بنى عامر وقيل  من بنى سليم حتى نزلا معه فى ظل هو فيه، وكان معهما عقد من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يعلم به عمرو بن أمية وكان قد سألهما حين نزلا ممن أنتما ؟ قالا: من بنى عامر، فأمهلهما حتى إذا ناما عدا عليهما فقتلهما وهو يرة أنه قد أصاب منهما ثأره من بنى عامر فيما أصابوا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم،  فلما قدم عمرو بن أمية على رسول الاسلام صلى الله عليه وسلم وأخبره الخبر قال لقد قتلت قتيلين كان لهما منى جوار، لأدينهما. ( تاريخ الطبرى 2/81).


يعنى سيدفع الدية عليه الصلاة والسلام التزاما منه بالعهد الذى بينه وبين قبيلة القتيلين بنى عامر وكان عامر بن مالك بن صعصعة أبو براء كبير العامرين وسيدهم قد أعطى النبي صلى اله عليه وسلم جوارا لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ليأتوا لدعوة أهل نجد إلى الإسلام، فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم  سبعين رجلا فقتلوا جميعا فى بئر معونة، وتساهل أبو براء فى نصرتهم فى جواره إياهم حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" هذا عمل أبى براء، قد كنت لهذا كارها متخوفا".


فائدة: كثير من المفتونين يجهلون السيرة العطرة لنبي الإسلام نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. ولو قرأوا عنه. واطعلوا على منهجه .ودرسوا سيرته. لعرفوا أنه أعظم رجل فى التاريخ البشري.


فى صلح الحديبية.

قال ابن إسحاق: قال الزهرى: ثم بعثت قريش سهيل بن عمرو أخا بنى عامر بن لؤي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم  وقالوا: ائت محمدا وصالحه ولا يكن فى صلحه إلا أن يرجع عنا عامه هذا  فوالله لا تتححدث العرب أنه دخلها عنوة أبداً.


فأتاه سهيل بن عمرو فلما رآه رسول الاسلام صلى الله عليه وسلم مقبلا قال: قد أراد القوم الصلح حين بعثوا هذا الرجل. فلما انتهى سهيل إلى رسول الله عليه وسلم  تكلم  فأطال الكلام وتراجعا ثم جرى بينهما الصلح. فلما التأم الأمر ولم يبقي إلا الكتاب وثب عمر فأتى أبا بكر فقال: يا أبا بكر أليس برسول الله؟ قال: بلي قال: أولسنا بالمسلمين؟  قال: بلي قال: أوليسوا بالمشركين؟ قال: بلي قال: فعلام نعطى الدنية فى ديننا؟.


قال: أبو بكر: ياعمر الزم غرزه فإنى أشهد أنه رسول الله قال عمر: وأنا أشهد أنه رسول الله، ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم  فقال يارسول الله ألست برسول الله؟ قال: بلي قال: أولسنا بالمسلمين؟ قال: بلى قال: أوليسوا بالمشركين؟ قال: بلى قال: فعلام نعطى الدنية فى ديننا؟ قال: أنا عبدالله ورسوله لن أخاف أمره ولن يضيعنى.


وكان عمر رضى الله عنه  يقول: ما زلت أصوم و أتصدق وأصلى وأعتق من الذى صنعت يومئذ مخافة كلامى الذى تكلمته يومئذ حتى قال:(ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم  على بن أبى طالب رضى الله عنه فقال: اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم قال: فقال سهيل: لا أعرف هذا ولكن اكتب: باسمك اللهم قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اكتب باسمك اللهم فكتبها ثم قال: اكتب: هذا ما صالح عليه محمد رسول الله سهيل بن عمرو قال: فقال سهيل: لو شهدت أنك رسول الله لم أقاتلك ولكن اكتب اسمك واسم أبيك.


قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اكتب: هذا ما صالح عليه محمد بن عبدالله سهيل بن عمرو اصطلحا على وضع الحرب عن الناس عشر سنين يأمن فيهن الناس ويكف بعضهم عن بعض على أنه من أتى محمدا من قريش بغير إذن وليه رده عليهم ومن جاء قريش ممن مع محمد لم يردوه عليه وأن بيننا عيبة مكفوفة وأنه لا إسلال ولا إغلال وأنه من أحب أن يدخل فى عقد محمد وعهده دخل فيه ومن أحب أن يدخل فى عقد قريش وعهدهم دخل فيه ).


واثبت خزاعة فقالو: نحن فى عقد محمد وعهده وتواثبت بنو بكر فقالوا: نحن فى عقد قريش وعهدهم. وإنك ترجع عامك هذا فلا تدخل علينا مكة وإنه إذا كان عام قابل خرجنا عنك فدخلتها بأصحابك فأقمت بها ثلاثا معك سلاح الراكب: السيوف فى القرب لا تدخلها بغيرها.


قال: فبينا رسول الله  صلى الله عليه وسلم يكتب الكتاب هو وسهيل بن عمرو إذ جاء أبو جندل بن سهيل بن عمرو يرسف فى الحديد قد انفلت إلى رسول الاسلام  صلى الله عليه وسلم وقد كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم  قد خرجوا وهم لا يشكون فى الفتح  لرؤيا رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رأوا ما رأوا من الصلح والرجوع وما تحمل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فى نفسه دخل على الناس من ذلك أمر عظيم حتى كا دوا يهلكون.


فما رأى سهيل أبا جندل  قام إليه فضرب وجهه وأخذ بتلبيبه وقال: يامحمد قد لجت القضية بينى وبينك قبل أن يأتيك هذا قال: صدقت فجعل ينتره بتلبيبه ويجره يعنى يرده إلى قريش وجعل أبو جندل يصرخ بأعلى صوته: يامعشر المسلمين أرد إلى المشركين يفتنوننى فى دينى فزاد ذلك الناس إلى ما بهم فقال محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا أبا جندل اصبر واحتسب فإن الله جاعل لك ولمن معك من المستضعفين فرجا ومخرجا إنا قد عقدنا بيننا وبين القوم صلحا وأعطيناهم على ذلك وأعطونا عهد الله وإنا لا نغدر بهم). سيرة ابن كثير 2/221".


فائدة: هل رأى العالم الإنسانى والتاريخ البشري رجلاً مثل محمد رسول السلام  صلي الله عليه وسلم تعرض برسالته إلى الناس كافة، فتعرض فى دعوته للأذى من الخاصة والكافة ثم هو مع هذا كله حليم صبور. كريم شكور، عفو غفور. نعم لم ير ذلك إلا فى رسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم الذى كان خلقه القرآن، ولهذا لخص الله تعالى هذا الشخص الكريم، فى قوله تعالى:"وإنك لعلى خلق عظيم". والحمد لله رب العالمين.

يمكنك الاطلاع على:

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة