![]() |
رمضاء شهر التغيير طريقك الى الجنة |
جاء رمضان شهر التغيير
قالوا: الأمر أصعب مما تتصور.
وإن قلت لهم: لم لا تجربون؟.
قالوا: جربنا وفشلنا.
فإن أعدت عليهم قائلاً لم لا تصًرون؟.
قالوا: نصر بعض الوقت ثم نعود كما كنا.
وهذه صورة حية مشاهدة لواقع كثير من المسلمين عيبهم فى عجزهم، وداؤهم من ضعف إرادتهم، قد استولت عليهم العوائد، وأحاطت بهم العوائق، وليس بينهم وبين النجاح وبلوغ المراد إلى قوة الإرادة، ومضاء العزيمة، مع توافر الظروف الملائمة، والحقيقة أن هناك صعوبة عند الكثيرين فى التحلل من العادات، فإن للعادات سلطاناً على النفوس وهيمنة على القلوب، وهى تتركز فى الإنسان فتصبح كأنها طبيعة من طبائعة، لا يستطيع التخلص منها ولا يقدر على مفارقتها.
لماذا رمضان شهر التغيير
وهذا تصوير شعرى لسلطان العادة:
قد يستلذ الفتى ما اعتاد من ضرر.
حتى يرى فى تعاطيه المسرات.
عادات كل امرئ تأبى عليه بأن.
تكـــون حاجاتـــه إلا كثيـــرات.
إنى لفى أسر حاجاتى ومن عجب.
تعودَي مابه تزداد حاجــات.
إن العوائد كالأغلال تجمعنا.
على قلوب لنا منهن أشتات.
مقيدين بها نمشي على حذر.
من العيون فنأتى بالمداجاه.
قد ننكر الفعل لم تألفه عادتنا.
وإن علمناه فى بعض المباحات.
ورب شنعاء من عاداتنا حسُنت.
فى زعمنا وهى من أجلى الشناعات.
وإن شهر رمضان، مدرسة تربية رحمانية يتدرب بها المسلم المؤمن على تقوية الإدارة فى الوقوب عند حدود ربه فى كل شئ، والتسليم لحكمه فى كل شئ وتنفيذ أوامره وشريعته فى كل شئ، وبالجملة فهو شهر يحصل به تقوية الإرادة على فعل الخير، وترك الشر وهجر المضر، والصوم هو مجال تقرير الإدارة العازمة الجازمة، ومجال اتصال الإنسان بربه اتصال طاعة وانقياد، كما انه مجال الاستعلاء على ضرورات الجسد كلها ، واحتمال ضغطها وثقلها، إيثاراًلما عند الله من الرضى والمتاع.
ومن المعلوم أنه، بقدرما تقوى الإدارة يضعف سلطان العادة ،فإذا أدى المسلم الصوم كما ينبغى، وإذا أدرك الحكم وفقه الغايات يصبح الصوم بالنسبة له سلماً إلى الترقى الروحى، والتسامى النفسي بتربية الإدارة، وتقوية العزيمة، لينطلق المسلم من إسار الحاجة المادية إلى آفاق الحرية الساامية، فيغدوسيد رغابه وميوله، لا أسير شهواته ورغائبه.
أن كثيراً من الناس أسرى لما تعوده، وكلما حاوو ترك العوائد تعثروا وبعضهم يحقق نجاحا لمدة محدودة ثم يتراجع، ولكن فى رمضان فرصة عظمى للتغيير.
فالصوم علاج نافع لكثير من هذه العادات المألوفة، وتمرين على التخلص من سلطانها والتخفف من أعبائها وأثقالها، وتذكير للإنسان بأن هذه العادات ليست أمورا طبيعية لا مناص منها، وإنما هى أشياء فرضها على نفسه، أو فرضتها عليه ظروف حياته من غير أن يكون له فيها اختيار، وأنه يستطيع-إذا عزم وصمم، أن يتركها ويتخلى عنها دون أن يصيبه أذى أو يلحقه ضرر.
مواضيع ذات صلة:
وهناك عوامل عديدة تساعد على هذا التغيير فى شهر رمضان
1- قوة الإرادة والعزيمة.
2- طول مدة التغيير.
فالصائم يلزم بحكم الشرع وبحرصه على الطاعة بترك عوائده وذلك لمدة ثلاثين يوماً، وهى مدة كافية، إذا صدقت نية التغيير، لأن بعض الناس لا يصبر فإذا غير يوماً أو يومين عاد مرة أخرى إلى ما كان عليه، لكن توالى الأيام على النمط الجديد يثبت هذا التغيير ويصبح البديل هو الأصيل.
3- شمول نواحى التغيير.
فإن الصائم يغير فى رمضان شهر التغيير مواعيد نومه واستيقظه وأوقات طعامه وشرابه، وطرائق شغل أوقاته، وترتيب أولوياته واهتماماته، بل حتى مشاعره وانفعالاته وبالتالى فإن القدرة على التغيير تكون أكبر وأقوى، وتغيير أمر واحد مع هذه التغييرات الجذرية الكثيرة يكون أيسر وأسهل.
4 -عموم أفراد التغيير.
أن الصوم فى شهر رمضان يوجد نمطاً تغييراً عاماً يشمل جميع أفراد المجتمع المسلم، فكل مسلم ينطبع بهذا التغييرالباطنى والظاهرى.
وهذا عامل من أعظم العوامل المساعدة على التغيير، فالذى يعزم على التغيير لا يكون وحده، بل يجد التغيير فى كل الناس من حوله، وهذا باعث على التشجيع من جهة، وعامل على الاستمرار والثبات من جهة أخرى،بعكس محاولة التغييرالمنفردة التى يبدأها الفرد وحده فلا يستطيع إكمالها بل قد يجد ممن السخرية والتنذر وربما التثبيط والتخذيل.
وهكذا فإن، فى رمضان فرصة عظيمة يتاح فيها هجرالكثير من العادات السيئة مثل عادة التدخين، وتناول المكيفات وغيرها مما يضعف البدن ويمرضه ويذهب المال فى غير طائل فأثناء النهار يمتنع الصائم بحكم صومه عن الدخان وغيره وإنى أنصح الصائم أن يتدرب فى صومه عنه بالنهار على تركه بالليل نهائياً إلى غير رجعة، أنصحه بكل حرارة أن يواصل عزيمته وقوة إرادته بالليل كما كانت بالنهار وعلى كل صائم مواصلة هجران ما ابتلى به بعد الأفطار كما قبله لينجح من هذه المدرسة حقا، ويخرج ظافراًمن جهاده نفسه موفراً مواهبه الإنسانية وطاقاته المادية والمعنوية.
وأعلم أخى الصائم.
"أن جنة الصيام وتخرق بالإصرار على المعاصي وبالعزم على العودة إليها بعد رمضان".
وأعلم أيضا.
"أن من يُقبل حين إفطاره على مألوفاته الخسيسة من دخان او غيره أوقات ونحوه من المفترات أو المخدرات فقد برهن على ضعف إرادته وانهزامه النفسي الذى هدم به فى ليله ما بناه صيامه فى نهاره".
وإذا لم تنجح فى التغييرفى شهر رمضان، مع وجود الجم الغفير، والأجر الجزيل، والزمن الطويل أظنك لن تقدر على التغيير، بل أظنك لا تريد التغيير، وإذا لم تغير قبائح العوائد فى رمضان فأنت من المحروم.
إرسال تعليق