U3F1ZWV6ZTQ2MjU2ODgzNjIyMTFfRnJlZTI5MTgyODQyMDU5MDI=

صفات عباد الرحمن في سورة الفرقان

صفات عباد الرحمن في سورة الفرقان
عباد الرحمن
 

صفات عباد الرحمن في سورة الفرقان، الترغيب فى الوقار والسكينة، من كتاب رياض الصالحين.

قال الله تعالى: "وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالو سلاما" (الفرقان :63).


شرح صفات عباد الرحمن في سورة الفرقان


وعن عائشة رضى الله عنها قالت: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مستجمعاً قطُ ضاحكاً حتًى ترى منه لهواته، إنما كان يتبسم. متفق عليه.

"الهلوات" جمع لهاة: وهى اللحمة التى فى أقصى سقف الفم.

وعن أَبي هريرة قالَ: سمعتُ رَسُولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلاةُ فَلا تَأْتُوهَا وأَنْتُمْ تَسْعَوْنَ، وأْتُوهَا وَأَنُتمْ تَمْشُونَ وعَلَيكم السَّكِينَة، فَما أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا، وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا متفقٌ عليه.

زاد مسلِمٌ في روايةٍ لَهُ: فَإنَّ أحدَكُمْ إِذَا كانَ يَعْمِدُ إِلَى الصلاةِ فَهُوَ في صلاة.

وعن ابن عباسٍ رضي اللَّه عنهما: أَنَّهُ دَفَعَ مَعَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ عَرَفَةَ، فَسَمِعَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم وَرَاءَه زَجْرًا شَديدًا وَضَرْبًا وَصوْتًا للإِبلِ، فَأَشار بِسَوْطِهِ إِلَيْهِمْ وقال: أَيُّهَا النَّاسُ، عَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ، فَإِنَّ الْبِرَّ لَيْسَ بِالإِيضَاعِ رواه البخاري، وروى مسلمٌ بعضَه.



صفات عباد الرحمن في سورة الفرقان، قال المؤلف رحمه الله تعالى (باب الوقار والسكينة).

والوقار: هو هيئة يتصف بها  العبد يكون وقوراً، بحيث إذا رآه من رآه  يحترمه ويعظمه.

والسكينة: هى عدم الحركة الكثيرة وعدم الطيش، بل يكون ساكناً فى قلبه، وفى جوارحه، وفى مقاله.


ولا شك أن هذين الوصفين الوقار والسكينة من خير الخصال اتى يمن الله بها على العبد. لأن ضد ذلك أن يكون الإنسان لا شخصية له، ولا هيبة له وليس وقوراً ذا هيبة، بل هو مهين، قد وضع نفسه ونزلها.

وكذلك السكينة ضدها أن يكون الإنسان كثير الحركات، كثير التلف، لا يرى عليه أثر سكينة فى قلبه ولا قوله ولا فعله، فإذا من الله على العبد بذلك، فإنه ينال بذلك خلقين كريمين.

وضد ذلك أيضاً العجلة، أن يكون الإنسان عجولاً لا يتحرى ولا يتأنى، ليس له هم إلا القيل والقال اللذان نهى عنهما رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد كان ينهى عن القيل والقال، وكثرة السؤال وإضاعة المال.

فإذا كان الإنسان ليس متأنياً ولا متثبتاً فى الأمور، حصل منه زلل كثير، وأصبح الناس لا يثقون فى قوله، وصار عند الناس من القوم الذين يرد حديثهم ولا ينتفع به.


وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالو سلاما


صفات عباد الرحمن في سورة الفرقان، ثم استشهد المؤلف بقول الله تبارك وتعالى:" وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما" الفرقان: 63.

(وعباد الرحمن): الذين من الله عليهم بالرحمة ووفهم للخير، هم الذين يمشون على الأرض هوناً. يعنى إذا رأيت أحدهم رأيت رجلاً فى مشيته وقار، بدون أن يعجل عجلة تقبح.

(وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما): يعنى قالوا قولا يسلمون به من شرهم. وليس المعنى أنهم يلقون السلام، بل المعنى أنه إذا خاطبه الجاهل قال قولا يسلم به من شره إما أن يدفعه بالتى هى أحسن، وإما أن يسكت إذا رأى السكوت خيرا.


المهم أنه يقول  قولا يسلم به، لأن الجاهل أمره مشكل، إن خاصمته أو جادلته فربم يبدر منه كلام سييء عليك. وربما يبدر منه كلام سييء على ما تدعو إليه من الخير، فيسب الدين وما أشبه ذلك والعياذ بالله.

فمن توفيق عباد الرحمن أنهم إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً، يعنى قالوا قولا يسلمون به ولا يحصل لهم به إثم، وكذلك من أوصافهم ما ذكره فى آخر الآيات.

(والذين لا يشهدون الزور) سورة الفرقان: 72.

يعنى لا يشهدون القول الكذب، ولا الفعل القبيح .

(وإذا مروا باللغو) أي: الذى ليس فيه خير ولا شر (مروا كراما) أي سالمين منه.

وذلك أن الأشياء إما خير وإما شر وإما لغو، فالشر لا يشهدونه، واللغو يسلمون منه، ويمرون به كراماً، والخير يرتعون فيه.


ثم ذكر حديث عائشة رضى الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يستجمع قط ضاحكاً تبدو لهواته. يعنى ليس يضحك ضحكاً  فاحشا بفهقهة، يفتح فمه حتى تبدو لهاته.

ولكنه صلى الله عليه وسلم كان يبتسم، او يضحك حتى تبدو نواجذه أو تبدو أنيابه، وهذا من وقار النبي صلى الله عليه وسلم.

ولهذا تجد الرجل كثير الكركرة الذى إذا ضحك قهقه وفتح فاه يكون هيناً عند الناس، وضيعاً عندهم ليس له وقار. وأما الذى يكثر التبسم فى محله، فإنه يكون محبوباً تنشرح برؤيته الصدور وتطمئن به القلوب.


مقالات منوعة.
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة